ترحيب
وهنا أرحب بكم معنا آمل أن تتحملوا صلفي
الثلاثاء، 17 يوليو 2012
التين الشوكي
التين الشوكي
كنت أسمع كثيرا بالتين الشوكي
وكنت أتمنى يوما أن آكله قيل لي أنه ينفع كسياج طبيعي يمنع الحيوانات
والمارة من دخول المزارع والمنازل. وقيل لي أنه يمكن أن ينمو في أي بيئة فقط يحتاج
لتربة .
ذات يوم وفي الأردن وجدته أمامي يباع وبكميات كثيرة . وبدون تفكير وجدتني أشتريه ومن هنا بدأت
المعاناة.
أن يسمى بالتين فطعمه كالتين أما شوكي فقد أدركتها
بالسليقة فعندما حملته إلى المنزل وضعته
في السيارة وسقطت كذا حبة على المقعد وعندما أعدتها إلى مكانها نالني من الشوك ما
نالني فعلمت لم هو شوكي وبعد أن وصلت إلى البيت حملته ولم يتركني إلا بعد أن ذكرني
أنه شوكي .
دخلت البيت وأعطيت لم معي بالسكن التين ليضعه في مكان ما
بالمطبخ ولم أخبره شيا عنه وفعلا حمله وتدحرجت واحدة على الأرض فحملها ــ ربما
حملها بعنف ــ فأصابه من شوكها ما جعله لا يأكل منه مطلقا .
لم تنته المعاناة بعد مع التين الشوكي فقد تحيرت كيف آكله ولم
أسأل حتى لا أتعرض للحرج ولبيت نداء الطبيعة وأخذت ملعقة وسكينا وبهدوء وحذر بدأت
العمل .
كان الطعم لذيذا وكان
الشوك لئيما فلا بد من إبر النحل لمن يبحث عن العسل ولكن لم يقل لي أحد أن إبر
التين قد تصل إلى الحلق .
توقت عن الأكل وتركت التين حسرة وألما وبدأت في استخراج التين
الذي لا يزال في كل أجزاء جسمي وفمي .
منظر التين مؤلم وشهي
عندها ذكرني بشيء بل بالإنسان فهل يمكن أن يكون الإنسان تينا شوكيا في
حياته؟.
قد يكون الجواب ربما فنحن عندما نتعامل مع الإنسان ونقبل به لا
بد لنا أن نقبل به على علاته أيا كانت فابن
الوردي يقول
فمن ذا سواهُ في الورى لا تلمُّهُ على شَعَثٍ أيُّ الرجال المهذَّبُ
فصديقك قد يكون تينا شوكيا من الخارج وما إن تتعامل معه حتى تشعر
أنه عسل من الداخل.
كثيرون يحكمون على فلان بأنه متكبر وأنه لا يتكلم إلا من أطراف
لسانه وهم لم يتعاملوا معه فأمر الناس
غريب إن حدثتهم قالوا ثرثارا وإن سكت قالوا متكبرا وإن اتخذت بين ذلك سبيلا لن
تسلم من ألسنة البعض ؛ فرضا الناس غاية لا تدرك .
آه قد يكون التين الشوكي من البشر صريحا وقد يشعرك بالمواجهة من
الوهلة الأولى
ربما يعلمك الصدمات فقد يجعلك تجابه وبعدها يمنحك الطمأنينة
وراحة البال .
وأقول أن الحب قد يكون
تينا
أيها التين الشوكي ليكن شوكك رحيما فبعض الشوك مطلوب لكنه إن
كثر ضر
وإن قل كان ضرره أكبر لتمنح الأمل ولكن بواقعية ولتقسو ولكن بحنو .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق